قصتي في ليله الموت
ليله الوان العذاب
انها ليله الاندلس
في حرب غزه
ليله لا انساها ولا انسى ادق التفاصيل فيها
والله تدمع عيني كلما تذكرتها الى الان
فقد كانت فاصله في حياتي
لن اطيل عليكم
كانت الحرب على غزه بطابع اخر
في الصباح يكون الشعور بالامان اكثر نسبيا من الليل
فالليل في تلك الايام عذاب لان اليهود يضربون بالبوارج على الشواطئ
ويقصفون بالمروحيات ... وقد اعتدنا على ذلك
وكنت انام ولا اعير نفسي اهتماما
اتعرفون لما ...؟؟؟
لاني كنت اذهب الى عملي في الصباح
لارى الجثث والاشلاء .. ونسارع في تحضير الوحدات
اجل ,, والله رحله الذهاب الى العمل مخيفه بما يكفي
لاني معرضه للموت باي لحظه
امي تقبلي بوداع كلما خرجت من البيت
ولكن
.
.
هذه الليله لها طابع اخر
فبعد صلاه المغرب .. بدا القصف مبكرا على غير العادة... كنت في غرفتي اقرا القران على ضوء الشمعه
فالكهرباء مقطوعه من اسابيع
وكنت اتحدث مع اخواتي
واذا بالقصف يزداد .. ليصبح مخيفا لي
مع اني بالكاد اشعر بذاك الخوف
طلبت من اهلي في الساعه السابعه والنصف ترك الغرف لانها خطره وجلسنا جميعا في ممر صغير وضيق جدا فهو بعيد عن النوافذ
بالطبع ليس كثيرا ولكنه الافضل
وجلسنا .. واذا بالمنزل يتارجح بضربه قويه
والله والله
اني شعرت بان البيت سيقتلع من جذوره
ماذا يحدث ؟؟
هل هناك اجتياح بري
اصبحت امي تتصل بالجيران لنعرف ما يحدث وكانت المفاجاه .....
فلا احد يجيب... متى رحل الجيران وتركونا
واكتشفنا اننا لوحدنا في المنطقه التي اكتشفنا فيما بعد
انها ساقطه امنيا في الحرب
تخلل الخوف في نفوسنا
وساد الصمت وقتا طويلا
ماذا سيحدث في السويعات القصيره القادمه
لا احد يعلم
وبدا الضرب يزداد بالبوارج والمروحيات وصوت الدبابات والله لاول مره اسمع صوتها
واذا باختي التي تقطن بالقرب من البرج تتصل.... ردت امي مسرعه
يا ابنتي هل انت بخير
كان صوتها يرجف وقالت
امي الحبيبه
ساغادر المنزل الان الى البدروم في البرج المقابل
(مقابل برج الاندلس تقع ابراج الكرامه التي تسكن بها اختي)
امي:... لماذا ... ماذا يحدث
اختي :.. امي وداعا فربما لا اراك ثانيه كم يعز علي انا اترككم هناك ولكن لم اعرف
فبرج الاندلس يُقصف
وداعا امي وسلامي
احبك ثم اغلقت وهي تبكي
لا امان هناك .... من الممكن ان تدفن في ذاك البدروم
اجل فاليهود لا يعرفون الرحمه
وبدات ليله العذاب
.
.
زاد الوطيس والخوف يسيطر عللى القلوب الوحيده هنا
ومن النافذه البعيده ارى اضواءا حمراء
ارادت امي ان تُحضر شمعه .. ولكن ابي منعها من ذلك فاي نور يجده الاعداء سيكون سببا في قصف المنزل
وجلسنا مع انوار القصف
الوقت لا يريد ان يمر
واختي الصغرى تبكي وهي تلتصق في امي وهي تقول امي
لا اريد ان اموت مفتته
امي انقذيني فانا خائفه ... ولكن هيهات
كنا نسمع الراديو بصوت خافت
وقد اتضحت الرؤيا
قصف حاد على برج الاندلس المكون من سبعه عشر طابقا
وفجاه خبر عاجل
مناشده من منزل قريب .. اغيثونا المنزل يحترق لقد دخل الفسفور الى النزل
عائله زقوت
ولا يُسمح لسيارات الاسعاف بالمرور
اسمع صوت الاسعاف والمناشده على الراديو مستمره
والاعتذار لان الاسعاف اصبحت تقصف!!!
وتعددت الاغاثات من منازل متفرقه
حريق حريق
ونحن ننتظر الدور
اصبحنا نستغفر ونهلل ونكبر
فرائحه الفسفور تملأ المكان وبضبابه
انها لحظات النهايه
والساعه متوقفه تسير ببطء
اتعلمون ماذا فعلت من شده الخوف
نمت ... اجل ... لا تتعجبون فالخوف من الشعر بالموت بالم
وكنت استيقظ في كل هزه للمنزل
انا لم انم ولكني اشعر باني فقدت القدره على التركيز
وكاني مخدره تماما
وكم ندمت بعدها اني لم اصلي ولم احيي الليله في العباده
ومضت اللحظات الصعبه ونحن ننتظر اذان الفجر
واذا بنا نسمع اصوات اقدام تجري حول المنزل
اتعلمون من
انهم المجاهدون
حولنا يدافعون عنا ونحن في المنازل
كم شعرت اني انسانه تافهه جدا امامهم
ولكن ماذا اقدم لهم ؟؟؟
الدعاء
وبعد اعوام من الانتظار
اذن الفجر
وبعد وقت وبعد بدايه انخفاض القصف قمنا لنصلي
وانا اصلي واذا بصاروخ يخرج بالقرب منا
هنا علمت ان اليهود سيردون
فهبط قلبي وفعلا كان القصف مزلزلا
تكسرت فيه باقي النوافذ
وكانت المفاجاه بان باب المنزل تغير مكانه
هذا يعني اننا حُبسنا
فلو حصل حريق فلا مفر من الموت حرقا!!!
والجميع اصبح يحاول فتحه او تعديله
ومع مرور الساعات
فُتح الباب
وقد كان الصباح ... والشمس اشرقت
هذه اخر لحظاتي في منزلي
فقد رحلنا من المنزل الى بيت اقاربنا
لحظه حرجه جدا
تقف امام اغراضك
وغرفتك
اجل عليك ان تختار شيئا واحدا ثم ترحل
يا الله ما ارخص الدنيا
وكاني ارحل من الدنيا واترك كل ما فيها
فماذا تاخذ
اخوتي
ليله والله لا تنسى
فماذا كنت تصنع في تلك اللحظات التي كنا سنموت فيها
تشاهد التلفاز ام تنام
تسير في الشارع بامان
ام تتفسح مع الاهل والاصحاب
اياكم وضياع الامه
حدسثس لكم ايها الشباب
فمن منكم يحمل هم الامه
والله ستحاسبون
ستحاسبون
ستحاسبون
فاستيقظوا قبل فوات الاوان
واختم كلامي
بان الكثير من المجاهدين وابناء المنطقه في الحرب
استشهدوا
رحمهم الله
هذا المبني البسيط مقابل برج الاندلس
لاحظوا السقف يبدوا كالورق
لان الحديد ساح من شده الحراره